بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى: 53
تاريخ الفتوى: الخميس 18 رجب 1444هــ – 09 شباط/فبراير 2023م
السؤال: بما أنّ بعض المساجد في الداخل السوري متصدّعة نتيجة الزلزال؛ فهل تجب على الناس صلاة الجمعة؟ وهل تجب صلاة الجمعة على العاملين في إنقاذ الناس من تحت الركام؟ وهل يُصلى على الشهداء الذين في مناطق أخرى صلاة الغائب؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمُّ التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإنّ صلاة الجمعة فرض على كل مسلم ذكر بشروطها المعروفة، ولمّـا كانت حال الناس مختلفة بين أمن وخوف، وحال المساجد مختلفة بين قائم ومهدوم ومتصدع؛ فلا بد من إيضاح الحكم بشيء من التفصيل الذي يساعد الناس على أداء ما افترضه الله عز وجل عليهم، فنقول وبالله تعالى التوفيق:
أولاً: يجب التحقق من صلاحية المساجد للتجمعات الكبيرة؛ وذلك بالتعاون مع المهندسين في كل منطقة تتبع لها، فإن كان المسجد صالحاً للصلاة فيه؛ فإقامة صلاة الجمعة متعين، وأمّا إن كان المسجد متصدِّعاً، أو تعرض المصلون للبرد الشديد المؤدي إلى إهلاك النّفس أو الحرج الشديد، أو كانت الطرق غير صالحة للعبور أو فيها هلكة، أو وجد الناس خوفاً وفَزَعاً لِظنهم وقوع زلزال جديد أو هزات ارتدادية عنيفة؛ فتسقط فرضية صلاة الجمعة في هذه الحالة، وتعتبر كل هذه أعذاراً مسقطة لوجوب إقامة صلاة الجمعة، فيصلونها عند ذلك ظهراً في الأماكن التي يغلب على الظنّ أمنها.
كما يعذر العاملون في البحث عن المفقودين وإسعاف المصابين ورعاية المرضى وتأمين الاحتياجات الضرورية للناس، وتَسقُط عنهم فرضية حضور صلاة الجمعة.
ثانياً: ينبغي لخطباء الجمعة حثّ الناس على الصبر والتوبة والرجوع إلى الله تعالى، وبثّ روح الأمل في نفوس الناس، ومواساتهم في مصابهم، وحثّهم على التعاون في وجوه البر؛ كإطعام الطعام، وإيواء المشردين، ورعاية اليتامى، وتعهد الناجين؛ وخاصة الأطفال الذين انقطعت أخبار عائلتهم، وكذلك نذكرهم بقنوت النوازل في الركعة الأخيرة.
ثالثاً: تَشرُع صلاة الغائب على شهداء الزلزال في سورية وتركيا كما أشار فضيلة المفتي العام في بيانه الصوتي، وينبغي تبيين الأحكام اللازمة المتضمنة أحكام الغسل والتكفين وصلاة الجنازة والدفن وغير ذلك كما جاء في فتوى مجلس الإفتاء السوري، مع الإشارة إلى أهمية العمل على الرجوع إلى العلماء المتخصصين في قسمة المواريث.
ختاماً: نسأل الله تعالى أن يتغمد الشّهداء بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جنّاته، وأن يُلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يعجّل بشفاء الجرحى والمصابين، وأن يؤوي المشردين والمنقطعين، وأن يجبر المصابين ويجزل لهم الأجر والثواب، وأن يبارك في جهود جميع العاملين في البحث والانتشال والإطعام والإيواء والإسعاف وغير ذلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مجلس الإفتاء السوري