بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد: فإن الله تبارك وتعالى قد ارتضى لعباده منهجاً قيماً سديداً يحقق العدالة للخلق وينشر السعادة بين العباد وبعد أن اكتمل نزول هذا المنهج على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب الله عباده الخطاب الأزلي الأبدي {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ولكمال هذا الدين وتمام النعمة به وارتضاء الله له منهج حياة لعباده قرر القرآن الكريم تلك الحقيقة الناصعة {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ومنذ ذلك اليوم ما فتئ أعداء الحق وأزلام الباطل يجدون أنفسهم أضعف وأذل من أن يقفوا في وجه حقائق الإسلام البينة وحججه الواضحة وبراهينه الدامغة ولا يجدون لأنفسهم سلاحاً يواجهون به دين الإسلام إلا السباب والشتائم بكل وقاحة وقذارة يوجهونها إلى دين الإسلام ونبيه العظيم صلوات الله وسلامه عليه وليس ما خرج به المتحدث الرسمي للحزب الحاكم في الهند من ألفاظ مسيئة للمقام السامي العظيم لأشرف شخصية برأها الله تعالى في تاريخ البشرية ولأم المؤمنين رضي الله عنها إلا مفردة من مفردات الإفلاس الذي يتكرر على مر التاريخ على ألسنة الهاربين من مواجهة الحقائق ودفع الحجة بالحجة وتلك كما قال ذلك العربي (شنشنة أعرفها من أخزم) ولا يهول المسلمين ولا يتعاظمهم هذا الهراء الفارغ لأن الله تعالى قد طمأنهم منذ خمسة عشر قرناً : {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} وإذا أرادت دولة الهند أن تزيل عن جبينها هذا العار الذي جلبه لها هذا المتحدث الرسمي باسم حزبها الحاكم فتعتذر علناً عن ما تفوه به وإن اختارت بقاءه فالشأن شأنها.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
الثلاثاء: 8 ذو القعدة 1443هـ
الموافـق 7 حزيران 2022م
المفتي العام للجمهورية العربية السورية
أسامة عبد الكريم الرفاعي